Fana: At a Speed of Life!

“فاسيكا” تضيء إثيوبيا..احتفالات القيامة بعد أطول صيام

يعيش أتباع الديانة المسيحية في إثيوبيا اليوم، الأحد 20 أبريل 2025، أجواء احتفالية بهيجة بمناسبة عيد الفصح المجيد، المعروف محلياً باسم “فاسيكا”.

يُعتبر “فاسيكا”، الذي يعني عيد القيامة، أقدس وأهم الأعياد في الكنيسة الأرتودوكسية الإثيوبية التوحيدية، ويمثل تتويجاً لأطول وأقدس فترة صيام في السنة، “الصوم الكبير” أو “أبيي صوم”. تجتمع اليوم ملايين العائلات في جميع أنحاء البلاد للاحتفال بقيامة السيد المسيح، في مشهد يمتزج فيه الإيمان العميق بتقاليد الفرح والمشاركة المجتمعية.

الرحلة الروحية:

من الصوم إلى القيامة تأتي احتفالات “فاسيكا” بعد رحلة روحية مكثفة استمرت 55 يوماً من “الصوم الكبير” خلال هذه الفترة، يلتزم أتباع  الديانة المسيحية “الأُرتودوكس” بصيام نباتي صارم، يمتنعون فيه عن تناول أي منتجات حيوانية (لحوم، ألبان، بيض)، وغالباً ما يمتنعون عن الطعام والشراب كلياً حتى فترة ما بعد الظهر يومياً يمثل هذا الصوم فترة للتأمل والتوبة والصلاة والتطهير الروحي، استعداداً لاستقبال فرحة القيامة.

تبلغ الاحتفالات ذروتها في الساعات المتأخرة من ليلة السبت المقدس (عشية العيد)، حيث تكتظ الكنائس في جميع أنحاء إثيوبيا بالمصلين الذين يرتدون الملابس البيضاء التقليدية تستمر الصلوات والترانيم والألحان الكنسية حتى الساعات الأولى من صباح الأحد.

كسر الصوم

 مائدة الفرح والمشاركة ما يميز “فاسيكا” بشكل كبير هو كسر الصوم الطويل والعودة إلى تناول المنتجات الحيوانية وفي صباح العيد، تجتمع العائلات، وغالباً ما يتم ذبح المواشي كالدجاج أو الأغنام أو الماعز أو الثيران، كجزء أساسي من الاحتفال تُعد الموائد الفاخرة التي تتوسطها أطباق إثيوبية شهيرة تُحضر خصيصاً لهذه المناسبة، وأشهرها على الإطلاق طبق “دورو وَط”، طبق من الدجاج وغني بالتوابل تُقدم مع خبز الإنجيرا التقليدي، كما تشمل المائدة أطباقاً أخرى مثل “كتفو”لحم بقري مفروم نيء أو مطهو قليلاً مع توابل خاصة وأنواع مختلفة والمقبلات.

لا تقتصر فرحة المائدة على أفراد الأسرة، بل تمتد لتشمل الجيران والأصدقاء، وحتى الفقراء والمحتاجين، حيث يعتبر تقاسم الطعام جزءاً أساسياً من روح العيد والتعبير عن الشكر والفرح بالقيامة تُقدم أيضاً المشروبات التقليدية مثل “طلا” و “طج” نبيذ العسل.

أجواء احتفالية في كل مكان تتزين المنازل، وتصدح الموسيقى التقليدية، ويتبادل الناس التهاني بعبارة “ملكام فاسيكا”عيد فصح مجيد!، تمتلئ الشوارع بالعائلات والأطفال بملابسهم الجديدة والزاهية، وتعم البلاد أجواء من البهجة والتسامح والمصالحة والتجديد الروحي.

يعتبر “فاسيكا” وقتاً مثالياً لزيارة الأقارب وتعزيز الروابط الأسرية والمجتمعية.

يُجسد عيد الفصح “فاسيكا” في إثيوبيا قمة الاحتفال الديني والوطني، حيث يمتزج الإيمان الراسخ بقيامة المسيح مع التقاليد الثقافية الغنية والممارسات الاجتماعية التي تعزز الوحدة والتكافل إنه يوم للفرح والأمل والتجديد، ينهي فترة من التقشف الروحي ليبدأ فصلاً جديداً من الاحتفال بالحياة والإيمان المشترك الذي يوحد الأمة الإثيوبية “ملكام فاسيكا!” لجميع المحتفلين.

You might also like

Leave A Reply

Your email address will not be published.